شواهد لغوية من أحاديث نبوية وروائع اللغة..
صفحة 1 من اصل 1
شواهد لغوية من أحاديث نبوية وروائع اللغة..
الحلقة الأول ( المقدمة ) أو براعة الإستهلال
الحمد لله ( رافع ) الدرجات لمن ( انخفض ) لجلاله و( فاتح ) البركات ) لمن ( انتصب ) لشكرأفضاله والصلاة والسلام علىسيدنا محمد صلى الله عليه وسلم (مدت ) عليه الفصاحة رواقها وشدت به البلاغة نطاقها المبعوث بالآيات الباهرة والحجج المنزل عليه قرآنا عربيا غير ذي عوج وعلى آله الهادين وأصحابه الذين شادوا الدين وشرف وكرم وبعد :
من أحب الله أحب الرسوله المصطفى صلى الله عليه وسلم . ومن أحب النبي النبي العربي أحب العرب ، ومن أحب العرب أحب اللغة العربية التي نزل بها أفضل الكنب على أفضل العرب والعجم ومن أحب العربية ثابر عليها وعني بها وصرف همته عليها ومن هداه الله للإسلام وشرح صدره للإيمان اعتقد أن محمدا صلى الله عليه وسلم خير الرسل والإسلام خير الملل والعرب خير الأمم والعربية خير اللغات والألسنة والإقبال على تفهمها من الديانة إذ هي أداة العلم ومفتاح التفقه في الدين وسبب إصلاح المعاش والمعاد ثم هي لإحراز الفضائل والإحتواء على المروءة وسائر أنواع المناقب ولو لم يكن في الإحاطة بخصائصها والوقوقف على مجاريها ومصارفها والتبحر في جلائلها ودقائقها إلا قوة اليقين في معرفة إعجاز القرآن وزيادة البصير في إثبات النبوة الذي هو عمدة الإيمان لكفى بها فضلا يحسن أثره ويطيب في الدارين ثمره فكيف وأيسر ما خصها الله عزوجل من من ضروب الممادح مايكل أقلام الكتبة ولما شرفها الله عز اسمه وعظمها ورفع خطرها وكرمها وأوحى بها إلى خيرة خلقه وجعلها لسان أمينه على وحيه وأسلوب خلفائه في أرضه وأراد بقاءها ودوامها حتى تكون في هذه العاجلة لخير عباده وفي تلك الآجلة لساكني دار ثوابه قيض لها حفظة وخزنة من أمنة الناس وأعيان الفضل وأنجم الأرض فنسوا في خدمتها الشهوات وجابو الفلوات ونادموا لاقتنائها الدفاتروسامروا القماطر والمحابر وكدوا في حصر لغاتها طباعهم وأسهروا في تقييد شواردها أجفانهم وأجالوا في نظم قلائدها أفكارهم وأنفقوا على تخليد كتبها أعمارهم وكلما بدأت معارفها تتنكر أو كادت تتستر أو عرض لها مايشبه الفترة رد الله تعالى عليها الكرة فأذهب ريحها ونفق سوقها وهي فوق ذلك كله لغة القرآن الكريم ( إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون ) و ( إن في ذلك لذكرى لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد ) والحمد لله رب العالمين... و( إن في ذلك لذكرى لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد . وإلى لقاء قادم بإذن الله
الحمد لله ( رافع ) الدرجات لمن ( انخفض ) لجلاله و( فاتح ) البركات ) لمن ( انتصب ) لشكرأفضاله والصلاة والسلام علىسيدنا محمد صلى الله عليه وسلم (مدت ) عليه الفصاحة رواقها وشدت به البلاغة نطاقها المبعوث بالآيات الباهرة والحجج المنزل عليه قرآنا عربيا غير ذي عوج وعلى آله الهادين وأصحابه الذين شادوا الدين وشرف وكرم وبعد :
من أحب الله أحب الرسوله المصطفى صلى الله عليه وسلم . ومن أحب النبي النبي العربي أحب العرب ، ومن أحب العرب أحب اللغة العربية التي نزل بها أفضل الكنب على أفضل العرب والعجم ومن أحب العربية ثابر عليها وعني بها وصرف همته عليها ومن هداه الله للإسلام وشرح صدره للإيمان اعتقد أن محمدا صلى الله عليه وسلم خير الرسل والإسلام خير الملل والعرب خير الأمم والعربية خير اللغات والألسنة والإقبال على تفهمها من الديانة إذ هي أداة العلم ومفتاح التفقه في الدين وسبب إصلاح المعاش والمعاد ثم هي لإحراز الفضائل والإحتواء على المروءة وسائر أنواع المناقب ولو لم يكن في الإحاطة بخصائصها والوقوقف على مجاريها ومصارفها والتبحر في جلائلها ودقائقها إلا قوة اليقين في معرفة إعجاز القرآن وزيادة البصير في إثبات النبوة الذي هو عمدة الإيمان لكفى بها فضلا يحسن أثره ويطيب في الدارين ثمره فكيف وأيسر ما خصها الله عزوجل من من ضروب الممادح مايكل أقلام الكتبة ولما شرفها الله عز اسمه وعظمها ورفع خطرها وكرمها وأوحى بها إلى خيرة خلقه وجعلها لسان أمينه على وحيه وأسلوب خلفائه في أرضه وأراد بقاءها ودوامها حتى تكون في هذه العاجلة لخير عباده وفي تلك الآجلة لساكني دار ثوابه قيض لها حفظة وخزنة من أمنة الناس وأعيان الفضل وأنجم الأرض فنسوا في خدمتها الشهوات وجابو الفلوات ونادموا لاقتنائها الدفاتروسامروا القماطر والمحابر وكدوا في حصر لغاتها طباعهم وأسهروا في تقييد شواردها أجفانهم وأجالوا في نظم قلائدها أفكارهم وأنفقوا على تخليد كتبها أعمارهم وكلما بدأت معارفها تتنكر أو كادت تتستر أو عرض لها مايشبه الفترة رد الله تعالى عليها الكرة فأذهب ريحها ونفق سوقها وهي فوق ذلك كله لغة القرآن الكريم ( إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون ) و ( إن في ذلك لذكرى لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد ) والحمد لله رب العالمين... و( إن في ذلك لذكرى لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد . وإلى لقاء قادم بإذن الله
------------------------------------------------------------------------------
الحلقة الثانية
جاء في البخاري قول النبي صلى الله عليه وسلم ( من يقم ليلة القدر غفر له ) وفيه ايضا قول عائشة رضي الله عنها ( إن أبا بكر رجل أسيف متى يقم مقامك رق ) ، تضمن هذان الحديثان وقوع الشرط مضارعا والجواب ماضيا ، لفظا لامعنى والنحويون يستضعفون ذلك ، ويراه بعضهم مخصوصا بالضرورة ، والصحيح الحكم بجوازه مطلقا في كلام أفصح الفصحاء صلى الله عليه وسلم ، ووكثرة صدوره عن فحول الشعراء كقول نهشل بن ضمرة
يافارس الحي يوم الروع قد عملوا
ومدرك الخصم لانكسا ولا روعا
ومدرك لانبل في الأعداء يطلبه
وما ( يشأ ) عندهم من نبل ( منعا)
وكقول الأعشى بن قيس
ومايرد من جميع بعد فرقة
وما ( يرد ) بعد من ذي فرقة ( جمعا )
وكقول حاتم الطائي
وإنك مهما ( تعط ) بطنك سؤله
وفرجك ( نالا )منتهى الذم أجمعا
ومما يؤيد هذا الإستعمال قوله تعالى ( إن نشأ ننزل عليهم من السماء آية فظلت أعناقهم لها خاضعين ) فعطف على الجواب الذي هو ( ننزل ) ( ظلت ) وهو ماضي اللفظ ، ولا يعطف على الشيء غالبا إلا مايجوز أن يحل محله وتقدير حلول ظلت محل ننزل _ إن نشأ ظلت أعناقهم لما ننزل خاضعين _
ولهذا الإستعمال أيضا مؤيد من القياس وذلك أن محل الشرط مختص بما يتأثر بأداة الشرط لفظا أو تقديرا ، واللفظي أصل للتقديري ، ومحل الجواب محل غير مختص بذلك، لجواز أن يقع فيه جملة إسمية وفعل أمر أو دعاء ، أو فعل مقرون ب ( قد ) أو حرف تنفيس ب ( لن ) أو ب ( ما ) النافية فإذا كان الشرط والجواب مضارعين وافقا الأصل ، لأن المراد منهما الإستقبال ودلالة المضارع عليه موافقة للوضع ، ودلالة الماضي عليه مخالفة مخالفة للوضع ، وماوافق الوضع أصل لما خالفه ، وإذا كانا ماضيين خالفا الأصل ، وحسنها وجود التشاكل ، وإذا كان أحدهما مضارعا والآخر ماضيا ، حصلت الموافقة من وجه ، والمخالفة من وجه ، وتقديم الموافق أولى من تقديم المخالف ، لأن المخالف نائب عن غيره ، والموافق ليس نائبا ، ولأن المضارع بعد أداة الشرط غير مصرف عما وضع له ن إذ هو باق على الإستقبال ، والماضي بعدها مصروف عما وضع له ، إذ هو ماضي اللفظ مستقبل المعنى ، فهو ذو تغيير في اللفظ دون المعنى ، على تقدير كونه في الأصل مضارعا ، فردته الأداة ماضي اللفظ ولم يتغير معناه ، وهذا مذهب المبرد ، أو هو ذو تغير في المعنى دون اللفظ على تقدير كونه ماضي اللفظ والمعنى ، فغيرت الأداة معناه دون لفظه ، وهذا هو المذهب المختار ( الجمهور ) وإذا كان ذا تغير ، فالتأخر أولى به من التقدم لأن تغيير الأواخر أكثر من تغيير الأوائل ، هذا والله تعالى أعلم وهو ( يقول الحق وهو يهدي السبيل ) - الأحزاب - 4 - وإلى لقاء قادم بعون الله
----------------------------------------------------------------------------
الحلقة الثالثة
الحلقة الثانية
جاء في البخاري قول النبي صلى الله عليه وسلم ( من يقم ليلة القدر غفر له ) وفيه ايضا قول عائشة رضي الله عنها ( إن أبا بكر رجل أسيف متى يقم مقامك رق ) ، تضمن هذان الحديثان وقوع الشرط مضارعا والجواب ماضيا ، لفظا لامعنى والنحويون يستضعفون ذلك ، ويراه بعضهم مخصوصا بالضرورة ، والصحيح الحكم بجوازه مطلقا في كلام أفصح الفصحاء صلى الله عليه وسلم ، ووكثرة صدوره عن فحول الشعراء كقول نهشل بن ضمرة
يافارس الحي يوم الروع قد عملوا
ومدرك الخصم لانكسا ولا روعا
ومدرك لانبل في الأعداء يطلبه
وما ( يشأ ) عندهم من نبل ( منعا)
وكقول الأعشى بن قيس
ومايرد من جميع بعد فرقة
وما ( يرد ) بعد من ذي فرقة ( جمعا )
وكقول حاتم الطائي
وإنك مهما ( تعط ) بطنك سؤله
وفرجك ( نالا )منتهى الذم أجمعا
ومما يؤيد هذا الإستعمال قوله تعالى ( إن نشأ ننزل عليهم من السماء آية فظلت أعناقهم لها خاضعين ) فعطف على الجواب الذي هو ( ننزل ) ( ظلت ) وهو ماضي اللفظ ، ولا يعطف على الشيء غالبا إلا مايجوز أن يحل محله وتقدير حلول ظلت محل ننزل _ إن نشأ ظلت أعناقهم لما ننزل خاضعين _
ولهذا الإستعمال أيضا مؤيد من القياس وذلك أن محل الشرط مختص بما يتأثر بأداة الشرط لفظا أو تقديرا ، واللفظي أصل للتقديري ، ومحل الجواب محل غير مختص بذلك، لجواز أن يقع فيه جملة إسمية وفعل أمر أو دعاء ، أو فعل مقرون ب ( قد ) أو حرف تنفيس ب ( لن ) أو ب ( ما ) النافية فإذا كان الشرط والجواب مضارعين وافقا الأصل ، لأن المراد منهما الإستقبال ودلالة المضارع عليه موافقة للوضع ، ودلالة الماضي عليه مخالفة مخالفة للوضع ، وماوافق الوضع أصل لما خالفه ، وإذا كانا ماضيين خالفا الأصل ، وحسنها وجود التشاكل ، وإذا كان أحدهما مضارعا والآخر ماضيا ، حصلت الموافقة من وجه ، والمخالفة من وجه ، وتقديم الموافق أولى من تقديم المخالف ، لأن المخالف نائب عن غيره ، والموافق ليس نائبا ، ولأن المضارع بعد أداة الشرط غير مصرف عما وضع له ن إذ هو باق على الإستقبال ، والماضي بعدها مصروف عما وضع له ، إذ هو ماضي اللفظ مستقبل المعنى ، فهو ذو تغيير في اللفظ دون المعنى ، على تقدير كونه في الأصل مضارعا ، فردته الأداة ماضي اللفظ ولم يتغير معناه ، وهذا مذهب المبرد ، أو هو ذو تغير في المعنى دون اللفظ على تقدير كونه ماضي اللفظ والمعنى ، فغيرت الأداة معناه دون لفظه ، وهذا هو المذهب المختار ( الجمهور ) وإذا كان ذا تغير ، فالتأخر أولى به من التقدم لأن تغيير الأواخر أكثر من تغيير الأوائل ، هذا والله تعالى أعلم وهو ( يقول الحق وهو يهدي السبيل ) - الأحزاب - 4 - وإلى لقاء قادم بعون الله
----------------------------------------------------------------------------
الحلقة الثالثة
ورد في البخاري - كتاب العلم - قول النبي صلى الله عليه وسلم ( لاترجعوا بعدي كفارا يضرب بعضكم رقاب بعض ) وقوله صلى اله عليه وسلم ( لايتمنى أحدكم الموت إما محسنا فيزداد وإما مسئا فلعله يستعتب ) -البخاري كتاب التمني - وقوله عليه الصلاة والسلام ( ليس صلاة أثقل على المنافقين من الفجر والعشاء ) -البخاري - كتاب الأذان - وقول عمر رضي الله عنه ( ليس هذا أريد ) - البخاري - مواقيت الصلاة - وقول ابن عمر رضي الله عنهما ( كان المسلمون حين قدموا المدينة يجتمعون فيتحينون الصلاة وليس ينادى لها ) - الخاري - الأذان - وقول السائب بن يزيد رضي الله عنه ( كان الصاع على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم مد وثلث ) البخاري - الإعتصام -
يخفى على كثير من النحويين استعمال رجع ك (صار ) معنى وعملا كقوله عليه الصلاة والسلام ( لاترجعوا بعدي كفارا ) أي لا تصيروا
ومنه قول الشاعر
قد يرج المرء بعد المقت ذا مقت
بالحلم فادرأ به بغضاء ذي إحن
ويجوز في قوله صلى الله عليه وسلم ( يضرب ) الرفع والجزم . وقوله صلى الله عليه وسلم ( إما محسنا ... وإما مسيئا ) أصله إما أن يكون محسنا وإما أن يكون مسيئا . فحذف يكون مع اسمها مرتين . وأبقى الخبر . وأكثر مايكون ذلك بعد ( إن ) وبعد ( لو ) .. كقول الشاعر:
أنطق بحق و ( إن ) مستخرجا إخنا
فإن ذا الحق غلاب وإن غلبا
وكقول الشاعر
علمتك منانا فلست بآمل
نداك و ( لو ) غرثان ظمآن عاريا
وفي ( لعله يزداد ) وفي ( لعله يستعتب ) شاهدان على مجيء ( لعل ) للرجاء المجرد من التعليل وأكثر مجيئها في الرجاء إذا كان معه تعليل نحو قوله تعالى ( واتقوا الله لعلكم تفلحون ) البقرة - 189 - وقوله تعالى ( لعلي أرجع إلى الناس لعلهم يعلمون ) - يوسف - 46 -
وفي ( ليس صلاة أثقل على المنافقين ) . بعض إشكال ؟ وهو أن يقال ليس من أخوات كان ، فيلزم أن يجري مجرااها في أن لا يكون اسمها نكرة إلا بمصحح .كالتخصيص وتقديم ظرف ، كما يلزم ذلك في الإبتداء فالجواب أن يقال : قد ثبت أن مصححات الإبتدا بالنكرة وقوعه بعد نفي ،فلا يستبعد وقوع إسم كان المنفية نكرة محضة . كقول الشاعر
إذا لك يكن أحد باقيا
فإن التأسي دواء الأسى
وأما ليس فهي بذلك أول لملازمتها النفي ، فلذلك كثر مجيء اسمها نكرة محضة ك ( صلاة ) في الحديث المذكور ، وكقول الشاعر
كم رأيت وليس شيء باقيا
من زائر طرق الهوى ومزور
وقس على ذلك البقيه
هذا وبالله وحده التوفيق والحمد لله رب العالمين
والله يقول الحق وهو يهدي السبيل
وإلى لقاء في حلقة قادمة بإذن الله
يخفى على كثير من النحويين استعمال رجع ك (صار ) معنى وعملا كقوله عليه الصلاة والسلام ( لاترجعوا بعدي كفارا ) أي لا تصيروا
ومنه قول الشاعر
قد يرج المرء بعد المقت ذا مقت
بالحلم فادرأ به بغضاء ذي إحن
ويجوز في قوله صلى الله عليه وسلم ( يضرب ) الرفع والجزم . وقوله صلى الله عليه وسلم ( إما محسنا ... وإما مسيئا ) أصله إما أن يكون محسنا وإما أن يكون مسيئا . فحذف يكون مع اسمها مرتين . وأبقى الخبر . وأكثر مايكون ذلك بعد ( إن ) وبعد ( لو ) .. كقول الشاعر:
أنطق بحق و ( إن ) مستخرجا إخنا
فإن ذا الحق غلاب وإن غلبا
وكقول الشاعر
علمتك منانا فلست بآمل
نداك و ( لو ) غرثان ظمآن عاريا
وفي ( لعله يزداد ) وفي ( لعله يستعتب ) شاهدان على مجيء ( لعل ) للرجاء المجرد من التعليل وأكثر مجيئها في الرجاء إذا كان معه تعليل نحو قوله تعالى ( واتقوا الله لعلكم تفلحون ) البقرة - 189 - وقوله تعالى ( لعلي أرجع إلى الناس لعلهم يعلمون ) - يوسف - 46 -
وفي ( ليس صلاة أثقل على المنافقين ) . بعض إشكال ؟ وهو أن يقال ليس من أخوات كان ، فيلزم أن يجري مجرااها في أن لا يكون اسمها نكرة إلا بمصحح .كالتخصيص وتقديم ظرف ، كما يلزم ذلك في الإبتداء فالجواب أن يقال : قد ثبت أن مصححات الإبتدا بالنكرة وقوعه بعد نفي ،فلا يستبعد وقوع إسم كان المنفية نكرة محضة . كقول الشاعر
إذا لك يكن أحد باقيا
فإن التأسي دواء الأسى
وأما ليس فهي بذلك أول لملازمتها النفي ، فلذلك كثر مجيء اسمها نكرة محضة ك ( صلاة ) في الحديث المذكور ، وكقول الشاعر
كم رأيت وليس شيء باقيا
من زائر طرق الهوى ومزور
وقس على ذلك البقيه
هذا وبالله وحده التوفيق والحمد لله رب العالمين
والله يقول الحق وهو يهدي السبيل
وإلى لقاء في حلقة قادمة بإذن الله
-----------------------------------------------------------------------------
الحلقة الرابعة
الحلقة الرابعة
ورد في البخاري - كتاب الإيمان - قول النبي صلى الله عليه وسلم ( انتدب الله لمن خرج في سبيله لايخرجه إلا إيمان بي وتصديق برسلي )
تضمن هذا الحديث ضمير غيبة ، مضافا إليه ( سبيل ) وضمير حضور أحدهما في موضع جر بالباء والآخر في موضع جر بإضافة ) ( رسل ) وكان اللائق في الظاهر أن يكون بدل الباءين هاءين ، فيقال انتدب الله لمن خرج في سبيله ولا يخرجه إلا إيمان به وتصديق برسله ، فلو قيل هكذا لكان مستغنيا عن تقدير وتأويل ، لكن مجيئه بالباء يحوج إلى التأويل ، لأن فيه خروجا من غيبة بها حضور ، على تقدير اسم فاعل من القول منصوب على الحال ، محكي به النافي والمنفي وما يتعلق به . كأنه قال: انتدب الله لمن خرج في سبيله قائلا لا يخرجه إلا إيمان بي وتصديق برسلي ، وبالإستغناء بالقول الغائب عن القول المحذوف حالا وغي رحال كثير . فمن حذفه وهو حال قوله تعالى ( وإذ يرفع إبراهيم القواعد من البيت وإسماعيل ربنا تقبل منا ) البقر - 127 - ( أي قائلين ربنا تقبل منا ) ومثله قوله تعالى ( والملائكة يدخلون عليهم من كل باب سلام عليكم ) الرعد - 23 - 24 - أي ( قائلين سلام ) ومثله قوله تعالى ( ويستغفرون للذين آمنوا ربنا وسعت كل شيء رحمة وعلما ) غافر - 7 - أي ( قائلين ربنا وسعت ) ومن حذفه وهو غير حال قوله تعالى ( وأما الذين اسودت وجوههم أكفرتم بعد إيمانكم ) آل عمران -106 - ( أي فيقال لهم : أكفرتم ) ومثله قوله تعالى ( والذين اتخذوا من دونه أولياء مانعبدهم إلا ليقربونا إلى الله زلفى ) الزمر -3- أي ( فيقولون مانعبدهم ) ويجوز أن تكون الهاء من ( سبيله ) عائدة على ( من ) ولسبيله نعت محذوف . كأن قيل : انتدب الله لمن خرج في سبيله المرضية - بضم الميم - التي نبه عليها بقوله تعالى ( إلا من شاء أن يتخذ إلى ربه سبيلا ) الفرقان - 57 - وبقوله تعالى ( إنا هديناه السبيل ) الإنسان -3 - فإن النعت يحذف كثيرا إذا كان مفهوما من قوة الكلام كقوله تعالى ( إن الذي فرض عليك القرآن لرادك إلى معاد ) القصص - 85 - أي ( إلى معاد تحبه ) وقوله تعالى ( وكذب به قومك ) الأنعام - 66 - ( أي قومك المعاندون ) ثم أضمر بعد سبيله قول حكى به مابعد ذلك ولا موضع له في الإعراب . هذا والله أعلم وهو ( يقول الحق وهو يهدي السبيل ) الأحزاب - 4 - وإلى لقاء قادم بإذن الله والحمد لله رب العالمين
تضمن هذا الحديث ضمير غيبة ، مضافا إليه ( سبيل ) وضمير حضور أحدهما في موضع جر بالباء والآخر في موضع جر بإضافة ) ( رسل ) وكان اللائق في الظاهر أن يكون بدل الباءين هاءين ، فيقال انتدب الله لمن خرج في سبيله ولا يخرجه إلا إيمان به وتصديق برسله ، فلو قيل هكذا لكان مستغنيا عن تقدير وتأويل ، لكن مجيئه بالباء يحوج إلى التأويل ، لأن فيه خروجا من غيبة بها حضور ، على تقدير اسم فاعل من القول منصوب على الحال ، محكي به النافي والمنفي وما يتعلق به . كأنه قال: انتدب الله لمن خرج في سبيله قائلا لا يخرجه إلا إيمان بي وتصديق برسلي ، وبالإستغناء بالقول الغائب عن القول المحذوف حالا وغي رحال كثير . فمن حذفه وهو حال قوله تعالى ( وإذ يرفع إبراهيم القواعد من البيت وإسماعيل ربنا تقبل منا ) البقر - 127 - ( أي قائلين ربنا تقبل منا ) ومثله قوله تعالى ( والملائكة يدخلون عليهم من كل باب سلام عليكم ) الرعد - 23 - 24 - أي ( قائلين سلام ) ومثله قوله تعالى ( ويستغفرون للذين آمنوا ربنا وسعت كل شيء رحمة وعلما ) غافر - 7 - أي ( قائلين ربنا وسعت ) ومن حذفه وهو غير حال قوله تعالى ( وأما الذين اسودت وجوههم أكفرتم بعد إيمانكم ) آل عمران -106 - ( أي فيقال لهم : أكفرتم ) ومثله قوله تعالى ( والذين اتخذوا من دونه أولياء مانعبدهم إلا ليقربونا إلى الله زلفى ) الزمر -3- أي ( فيقولون مانعبدهم ) ويجوز أن تكون الهاء من ( سبيله ) عائدة على ( من ) ولسبيله نعت محذوف . كأن قيل : انتدب الله لمن خرج في سبيله المرضية - بضم الميم - التي نبه عليها بقوله تعالى ( إلا من شاء أن يتخذ إلى ربه سبيلا ) الفرقان - 57 - وبقوله تعالى ( إنا هديناه السبيل ) الإنسان -3 - فإن النعت يحذف كثيرا إذا كان مفهوما من قوة الكلام كقوله تعالى ( إن الذي فرض عليك القرآن لرادك إلى معاد ) القصص - 85 - أي ( إلى معاد تحبه ) وقوله تعالى ( وكذب به قومك ) الأنعام - 66 - ( أي قومك المعاندون ) ثم أضمر بعد سبيله قول حكى به مابعد ذلك ولا موضع له في الإعراب . هذا والله أعلم وهو ( يقول الحق وهو يهدي السبيل ) الأحزاب - 4 - وإلى لقاء قادم بإذن الله والحمد لله رب العالمين
-----------------------------------------------------------------------------
الحلقة الخامسة
ورد في البخاري قول رسول الله صلى الله عليه وسلم ( إنك إن تركت ولدك أغنياء خير من أن تتركهم عالة ) وقوله صلى الله عليه وسلم لأبي بن كعب رضي الله عنه عن اللقطة بضم الميم ( فإن جاء صاحبها وإلا اسمتع بها ) وقوله صلى الله عليه وسلم لهلال بن أمية ( البينة وإلا حد في ظهرك ) _ البخاري في تفسير سورة النور
تضمن الحديث الأول حذف الفاء والمبتدأ معا من جواب الشرط ، فإن الأصل فيه : إن تركت ولدك أغنياء فهو خير . وهو ماقاله كثير من النحويين إنه مخصوص بالضرورة . وليس مخصوصا بها ، بل يكثر استعماله في الشعر ، ويقال في غيره ، فمن وروده في غير الشعر مع ماتضمنه الحديث المذكور ، قراءة طاووس ( ويسألونك عن اليتامى قل أصْـلح (بكسر اللام ) لهم خير ) البقرة -220 - أي أصلح لهم فهو خير ، وهذا وإن لم يصرح فيه بأداة الشرط ، فإن الأمر تضمن معناها ، فكان ذلك بمنزلة التصريح بها في استحقاق جواب ، واستحقاق اقترانه بالفاء لكونه جملة اسمية ، ومن الشواهد الشعرية قول الشاعر كما نقل الأشموني :
أأبي لا تبعد (بفتح التاء وسكون الباء وفتح العين ) وليس بخالد
حيٌ ومن تصب المنون بعيد
ومثله قول نصيب بن رباح
فهل أنا إلا مثل سيقة العدى
إن استقدمت نحر وإن جبأت عقر
ومثله قول الشاعر
بني ثعل لا تنكعوا العنز شربها
بني ثعل من ينكع العنز ظالم
وإذا حذفت الفاء والمبتدأ معا ، ولم يخص الشعر بذلك ، فحذف الفاءبعدها أولى بالجواز وإن لايخص الشعر ، فلو قيل في الكلام : إن استعنت أنت معان ن لايمنع ذلك ، إلا أننا لا نجده مستعملا والمبتدأ مذكور إلا في شعر ، كقول الشاعر :
من يفعل الحسنات الله يشكرها
والشر بالشر عند الله مثلان
ومثل حذف المبتدأ مقرونا بفء الجواب ، حذفه مقرونا بواو الحال . كقول عمر بن أبي سلمة رضي الله عنه ( رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي في ثوب واحد مشتملٌ به في بيت أم سلمة ) ثبت برفع ( مشتمل ) _ البخاري - كتاب الصلاة -
وتضمن الحديث الثاني ( فإن جاء صاحبها ...) حذف جواب ( إن ) الأولى وحذف شرط ( إن ) الثانية وحذف الفاء من جوابها ، فإن الأصل : ف، جاء صاحبها أخذها ، وإن لايجيء فاستمتع بها ،
وتضمن الحديث الثالث ( البينة وإلا ....) حذف فعل ناصب البينة ، وحذف فعل الشرط بعد ( إن ) وحذف فاء الجواب والمبتدأ معا ، فإن الأصل : أحضر البينة ، وإن لاتحضرها فجزاؤك حد في ظهرك ، وكثير من النحويين غفلوا مثل هذا الحذف في غير الشعر ، يعني حذف الجواب إذا كان جملة اسمية أو جملة طلبية ( أمر ) وقد تبين وثبت في هذين الحديثين ، فبطل تخصصه في الشعر ولكن الشعر أولى به ؛ هذا والله تعالى أعلم وهو ( يقول الحق وهو يهدي السبيل ) الأحزاب - 4 -
-------------------------------------- --------------------------------------
الحلقة السادسة
الحلقة الخامسة
ورد في البخاري قول رسول الله صلى الله عليه وسلم ( إنك إن تركت ولدك أغنياء خير من أن تتركهم عالة ) وقوله صلى الله عليه وسلم لأبي بن كعب رضي الله عنه عن اللقطة بضم الميم ( فإن جاء صاحبها وإلا اسمتع بها ) وقوله صلى الله عليه وسلم لهلال بن أمية ( البينة وإلا حد في ظهرك ) _ البخاري في تفسير سورة النور
تضمن الحديث الأول حذف الفاء والمبتدأ معا من جواب الشرط ، فإن الأصل فيه : إن تركت ولدك أغنياء فهو خير . وهو ماقاله كثير من النحويين إنه مخصوص بالضرورة . وليس مخصوصا بها ، بل يكثر استعماله في الشعر ، ويقال في غيره ، فمن وروده في غير الشعر مع ماتضمنه الحديث المذكور ، قراءة طاووس ( ويسألونك عن اليتامى قل أصْـلح (بكسر اللام ) لهم خير ) البقرة -220 - أي أصلح لهم فهو خير ، وهذا وإن لم يصرح فيه بأداة الشرط ، فإن الأمر تضمن معناها ، فكان ذلك بمنزلة التصريح بها في استحقاق جواب ، واستحقاق اقترانه بالفاء لكونه جملة اسمية ، ومن الشواهد الشعرية قول الشاعر كما نقل الأشموني :
أأبي لا تبعد (بفتح التاء وسكون الباء وفتح العين ) وليس بخالد
حيٌ ومن تصب المنون بعيد
ومثله قول نصيب بن رباح
فهل أنا إلا مثل سيقة العدى
إن استقدمت نحر وإن جبأت عقر
ومثله قول الشاعر
بني ثعل لا تنكعوا العنز شربها
بني ثعل من ينكع العنز ظالم
وإذا حذفت الفاء والمبتدأ معا ، ولم يخص الشعر بذلك ، فحذف الفاءبعدها أولى بالجواز وإن لايخص الشعر ، فلو قيل في الكلام : إن استعنت أنت معان ن لايمنع ذلك ، إلا أننا لا نجده مستعملا والمبتدأ مذكور إلا في شعر ، كقول الشاعر :
من يفعل الحسنات الله يشكرها
والشر بالشر عند الله مثلان
ومثل حذف المبتدأ مقرونا بفء الجواب ، حذفه مقرونا بواو الحال . كقول عمر بن أبي سلمة رضي الله عنه ( رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي في ثوب واحد مشتملٌ به في بيت أم سلمة ) ثبت برفع ( مشتمل ) _ البخاري - كتاب الصلاة -
وتضمن الحديث الثاني ( فإن جاء صاحبها ...) حذف جواب ( إن ) الأولى وحذف شرط ( إن ) الثانية وحذف الفاء من جوابها ، فإن الأصل : ف، جاء صاحبها أخذها ، وإن لايجيء فاستمتع بها ،
وتضمن الحديث الثالث ( البينة وإلا ....) حذف فعل ناصب البينة ، وحذف فعل الشرط بعد ( إن ) وحذف فاء الجواب والمبتدأ معا ، فإن الأصل : أحضر البينة ، وإن لاتحضرها فجزاؤك حد في ظهرك ، وكثير من النحويين غفلوا مثل هذا الحذف في غير الشعر ، يعني حذف الجواب إذا كان جملة اسمية أو جملة طلبية ( أمر ) وقد تبين وثبت في هذين الحديثين ، فبطل تخصصه في الشعر ولكن الشعر أولى به ؛ هذا والله تعالى أعلم وهو ( يقول الحق وهو يهدي السبيل ) الأحزاب - 4 -
-------------------------------------- --------------------------------------
الحلقة السادسة
جاء في البخاري كتاب الإيمان . قول النبي صلى الله عليه وسلم ( يوشك أن يكون خير مال المسلم غنم يتبع بها شغف الحبال ) وقول أبي بكر لعمر رضي الله عنهما ( وما عسيتهم أن يفعلوا بي ) - البخاري -كتاب المغازي - وفي حيث آخر ( وكان أبوبكر لايلتفت في الصلاة فالتفت فإذا هو بالنبي صلى الله عليه وسلم ) وقول أنس رضي الله عنه ( فما جعل يشير بيده إلى ناحية من السماء إلا تفرجت ) - البخاري - الإستسقاء - وقول عائشة رضي الله عنها ( لقد رأيتنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ومالنا من طعام إلا الأسودان ) الترمذي في الشمائل . وقول حذيفة رضي الله عنه ( لقد رأيتني أنا ورسول الله نتوضأ من إناء واحد )
( يوشك ) مضارع ( أوشك ) وهو أحد أفعال المقاربة فيقتضي اسما مرفوعا وخبرامنصوب المحل لايكون إلا فعلا مضارعا مقرونا بأن . كقول الشاعر :
إذا المرء لم يغش الكريهة أوشكت
حبال الهوى بالفتى أن تقطعا
ولا يُـعلم تجرده من ( أن ) إلا ماذكره سيبويه في ( الكتاب )
قول الشاعر :
يوشك من فر من منيته
في بعض غراته يوافقها
وفيما رواه ابن داود والترمذي وابن ماجة عن المقدام بن معديكرب الكندي رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( يوشك الرجل متكئا على أريكته ، يحدث بحديثي : فيقول بيننا وبينكم كتاب الله فما وجدناه من حلال استحللناه وما وجدنا فيه من حرام حرمناه ) وقد يسند إلى ( أن ) والفعل المضارع ، فيسد ذلك مسد اسمها وخبرها ، وفي هذا الحديث شاهد على ذلك ، ومنه قول الشاعر
يوشك أن تبلغ منتهى الأجل
فالبر لازم برجاء ووجل
ويجوز في ( خير ) و ( غنم ) رفع أحدهما على أنه اسم يكون ، ونصب الآخر على أنه خبره . ويجوز رفعهما على أنهما مبتدأ وخبر ، في موضع نصب خبرا ل ( يكون ) اسمه ضمير الشأن لأنه كلام ضمن تحذيرا وتعظيما لما يتوقع ، وتقديم ضمير الشأن عليه مؤكد لمعناه ، وفي قول أبي بكر لعمر رضي الله عنهما ( وماعسيتم ...) شاهد على تضمين فعل بمعنى فعل آخر ، وإجرائه مجراه في التعددية ، فإن ( عسى ) في هذا الكلام ، قد ضمنت معنى ( حسب ) وأجريت مجراها فنصبت ضمير الغائبين على أنه مفعول أول ، ونصبت ( أن يفعلوا ) تقديرا على أنه مفعول ثان ، وكان حقه أن يكون عاريا من ( أن ) كما لو كان بعد ( حسب ) ولكن جيء بـ ( أن ) لئلا تخرج ( عسى ) بالكلية عن مقتضاها ، ولأن ( أن ) قد تسد بصلتها مسد مفعولي ( حسب ) فلا يستبعد مجيئها بعد المفعول الأول بدلا منه ، وسادّة مسد ثاني مفعوليه .
( توضيح بسيط ) ( حسب ) من أفعال الظن وتأخذ مفعولين كأن تقول :
حسبت القط نمرا فالقط مفعول به أول والنمر مفعول به ثان
هذا وبالله التوفيق
وهو ( يقول الحق وهو يهدي السبيل ) والحمد لله رب العالمين
وإلى لقاء قادم شيق وممتع ولذيذ مع روائع لغتنا الغنية جدا بإذن الله
والحمد لله رب العالمين
( يوشك ) مضارع ( أوشك ) وهو أحد أفعال المقاربة فيقتضي اسما مرفوعا وخبرامنصوب المحل لايكون إلا فعلا مضارعا مقرونا بأن . كقول الشاعر :
إذا المرء لم يغش الكريهة أوشكت
حبال الهوى بالفتى أن تقطعا
ولا يُـعلم تجرده من ( أن ) إلا ماذكره سيبويه في ( الكتاب )
قول الشاعر :
يوشك من فر من منيته
في بعض غراته يوافقها
وفيما رواه ابن داود والترمذي وابن ماجة عن المقدام بن معديكرب الكندي رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( يوشك الرجل متكئا على أريكته ، يحدث بحديثي : فيقول بيننا وبينكم كتاب الله فما وجدناه من حلال استحللناه وما وجدنا فيه من حرام حرمناه ) وقد يسند إلى ( أن ) والفعل المضارع ، فيسد ذلك مسد اسمها وخبرها ، وفي هذا الحديث شاهد على ذلك ، ومنه قول الشاعر
يوشك أن تبلغ منتهى الأجل
فالبر لازم برجاء ووجل
ويجوز في ( خير ) و ( غنم ) رفع أحدهما على أنه اسم يكون ، ونصب الآخر على أنه خبره . ويجوز رفعهما على أنهما مبتدأ وخبر ، في موضع نصب خبرا ل ( يكون ) اسمه ضمير الشأن لأنه كلام ضمن تحذيرا وتعظيما لما يتوقع ، وتقديم ضمير الشأن عليه مؤكد لمعناه ، وفي قول أبي بكر لعمر رضي الله عنهما ( وماعسيتم ...) شاهد على تضمين فعل بمعنى فعل آخر ، وإجرائه مجراه في التعددية ، فإن ( عسى ) في هذا الكلام ، قد ضمنت معنى ( حسب ) وأجريت مجراها فنصبت ضمير الغائبين على أنه مفعول أول ، ونصبت ( أن يفعلوا ) تقديرا على أنه مفعول ثان ، وكان حقه أن يكون عاريا من ( أن ) كما لو كان بعد ( حسب ) ولكن جيء بـ ( أن ) لئلا تخرج ( عسى ) بالكلية عن مقتضاها ، ولأن ( أن ) قد تسد بصلتها مسد مفعولي ( حسب ) فلا يستبعد مجيئها بعد المفعول الأول بدلا منه ، وسادّة مسد ثاني مفعوليه .
( توضيح بسيط ) ( حسب ) من أفعال الظن وتأخذ مفعولين كأن تقول :
حسبت القط نمرا فالقط مفعول به أول والنمر مفعول به ثان
هذا وبالله التوفيق
وهو ( يقول الحق وهو يهدي السبيل ) والحمد لله رب العالمين
وإلى لقاء قادم شيق وممتع ولذيذ مع روائع لغتنا الغنية جدا بإذن الله
والحمد لله رب العالمين
-----------------------------------------------------------------------------
mohamedahlawy- المدير
- المساهمات : 161
تاريخ التسجيل : 07/12/2007
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى